لماذا اختفت هذه المدن القديمة من الوجود
تذهب الحضارات بشكل مستمر ويبقى الأثر المدن المهجورة وتحل حضارة محل الاخرى مثل حضارة الرومان، وحضارة الفراعنة وحضارة الإيطاليين، وحضارة المايا الخ... لكن في بعض الأحيان يبقى الغموض ليسيطر على الأسباب الغير معروفة التي جعلت حضارات ومدن كبيرة من الاختفاء فجأة.
هنا في هذا المقال التاريخي سوف نذكر مدن قديمة ازدهرت مرة واحدة، واختفت لسبب ما من الأسباب وهذه المدن كالاتي:
- مدينة ممفيس بمصر
- مدينة ضجيج الماء الملكي بتونس
- مدينة وليلي بالمغرب
- مدينة تيمقاد بالجزائر
- مدينة زيمبابوي العظمى بزمبابوي
مدينة ممفيس بمصر
كانت تقع المدينة المصرية القديمة ممفيس، الضفة الغربية لنهر النيل، وكانت موجودة منذ بداية الألفية الثالثة قبل الميلاد. حتى تم ضم مصر تحت حكم الإسكندر الأكبر، كانت ممفيس عاصمة هذه الدولة خلال أوائل الممالك القديمة. كانت ممفيس بمثابة نيويورك أو باريس في ذلك الوقت، حيث تواجدت هناك العديد من الشعوب والتي عاشت بسلام في نفس الوقت حيث نشطت التجارة بشتى أنواعها وبالإضافة إلى ذلك كانت المدينة تشتهر بمكان مقدس وهو معبد المجمعات.
وبعد الاستيلاء على مصر من قبل الرومان، تنازلت ممفيس عن اسم العاصمة إلى الإسكندرية التي أصبحت عاصمة المحافظة. أما في بداية عصرنا الحالي أصبحت المدينة سوى ظل يحكي عظمتها السابقة، وأصبحت المدينة مهجورة تماما.
مدينة ضجيج الماء الملكي بتونس
كانت تقع مدينة ضجيج الماء الملكي شرق العاصمة النوميدية في عصر الملك ماسينيسا في عصر الغزو الروماني. كانت مدينة ضجيج الماء الملكي ببنائها المكون من عدة طوابق تحت مستوى سطح الأرض وهذه الهندسة كانت من أجل الحماية من حرارة الشمس المحرقة.
لكن وفجأتا في عهد الإمبراطورية البيزنطية، وقع زلزال دمر المدينة، مما أدى إلى دمارها بالكامل. وتتحدث بعض البحوث التي أجريت مؤخرا عن أن المدينة لم تكن مهجورة بعد الزلزال. لكن ما لبثت حتى تلاشت المدينة بشكل تدريجي.
مدينة وليلي بالمغرب
مدينة وليلي بالمغرب واجهت نفس مصير مدينة ضجيج الماء الملكي بتونس. وحتى يومنا هذا لم يتم تحديد بالضبط متى ظهرت هذه المدينة وما كان اسمها الأصلي، حتى اسمها الحاضر "وليلي" تم إطلاقه عليها من قبل الرومان الذين استولوا على أراضي المغرب، والتي تمت ترجمتها من اللاتينية بمعنى "الكرم".
ومن المعروف ان مدينة وليلي كانت غنية جدا بسبب توافر الأراضي الخصبة. وفي عهد كان عمران مدينة وليلي يضم تصاميم هندسية هائلة مثل القناطر والأقواس والنصب والكنائس. رغم ذلك يبقى تاريخ المدينة غير معروف للعلماء، لأنه لم يتم إيجاد أي سجلات. ويفترض العلماء أن المدينة دمرها زلزال، ولكن الناس لم يترك ذلك،
لكن خلال القرن السابع وخلال الفتوحات الإسلامية فقدت مدينة وليلي مركزها كعاصمة وتولت مدينة فاس قيادة المنطقة، وفقدت المدينة أهميتها الزراعية. ولكن وليلي ظلت مدينة هامة. لكن استقر المؤرخين والعلماء على أن سبب التخلي كان زلزال لشبونة عام 1755.
مدينة تيمقاد بالجزائر
تأسست مدينة تيمقاد في عهد الإمبراطور الروماني تراجان أثرية رومانية توجد بولاية باتنة بالجزائر، كانت تسمى تاموقادي بنيت سنة 100 م، وكانت المدينة عبارة عن مستعمرة مهمتها هي حماية المناطق الساحلية من الإمبراطورية من هجمات البربر البدو، وكانت أيضا في بداية الأمر تلعب دورا دفاعيا لتصبح فيما بعد مركزا حضاريا. وفي وقت لاحق بدأ المواطنين العاديين من الإمبراطورية الرومانية في التدفق على المدينة. وقدر حجم سكان مدينة تيمقاد انداك بأكثر من 15 ألف شخص.
وبعد سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية، أصبحت المدينة تحت حكم الإمبراطورية الرومانية الشرقية، ورغم أن الحفاظ على المدينة كان مكلفا، إلا أن البيزنطيين فهموا الدور والأهمية الاستراتيجية لمدينة تيمقاد واستمرت المدينة مأهولة بالسكان حتى القرن 8 م. بعدها تم التخلي عن المدينة لسبب غير معروف.
مدينة زيمبابوي العظمى
بزمبابوي تأسست مدينة زيمبابوي العظمى، وفقا لعلماء الآثار، حوالي من عام 1100م حتى 1450م أثناء العصر الحديدي للبلاد. وكانت مركزا تجاريا مهماً، وذلك بفضل ازدهارها. ويعتقد أن في أوج ازدهارها كان عدد سكان المدينة لا يقل عن أكثر من 18.000 شخص. ومعظم المباني كانت مصنوعة من القش، مع أبراج مشيدة من الحجر والكتل. وكانت زيمبابوي العظمى بمثابة قصر ملكي للملوك الزيمبابوييين.
وكان من أحد الأسباب تدني المدينة هو الانخفاض في النفوذ التجاري، مقارنة مع مدن الشمال، فضلا عن نضوب مناجم الذهب وعدم الاستقرار السياسي الجوع ونقص المياه الناجم عن تغير المناخ. لكن لا يزال غير معروفا لدى المؤرخين لماذا هذه المدينة الغنية في هذه المنطقة من أفريقيا تم التخلي عنها نهائيا.