حكام عظماء غيروا مجرى التاريخ
على مدى تاريخ البشرية مر عدد كبير من الحكام، حكموا بقبضة من حديد، ولازالت بعض الكتب المدرجة في المدارس تخلد أعمالهم حتى الآن. هذه الكتب تتحدث عن عظمة هؤلاء الحكام، وتأثيرهم على العالم، فالعديد منهم كان سببا في معاناة شعوبهم والبعض الآخر ساهم في تغيير هذه المعاناة، لكن لو دققنا لوجدنا في الحقيقة أن لديهم تأثير كبير على التاريخ.
سوف نسلط الضوء في هذه المقالة على حكام عظماء غيروا مجرى التاريخ وهم كالاتي:
- شارلمان
- الإسكندر الأكبر
- نابليون بونابرت
- جنكيز خان
اولا: شارلمان
بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية وباتت دول كبيرة من أوروبا منهارة تماما ومع استمرارها في خوض الحروب مع بعضها البعض تم تقسيمها الى إمارات متعددة. لكن وبعد ان وضعت الحرب رحالها صعد الامبراطور شارلمان ملك الفرنجة ومؤسس الإمبراطورية الكارولنجية.
وبعد وفاة والده أصبح ملكا للفرنجة، بعدها بدأ حملة لغزو الإمارات المجاورة وتحويل الوثنيين إلى المسيحية. وخلال سنوات حكمه كان قد غزا أراضي شمال إسبانيا، وتوقفت عن غزو المسلمين، أجرى حملات ناجحة ضد ساكسون، بافاريا، وغيرها من الدول، لأول مرة تحت حكمه ومنذ وقت طويل اتحدت أوروبا تحت راية واحدة.
بعدها حصل على لقب "الأب أوروبا". وحصل على لقب الإسكندر الأكبر اللقب الذي كان يمنح إلا نادر للحكام. بالإضافة إلى الحملات العسكرية التي قام بها، شارلمان كان هدفه الرئيسي هو تعزيز المسيحية، وتحسين نظام الدولة ورفاهية الشعب.
ثانيا: الإسكندر الأكبر
الإسكندر الأكبر كان يسمى كبير، لسبب وجيه، لأن كل همه الأكبر كان الخدمات العسكرية. ألكسندر صعد إلى العرش وهو في سن 20 عاما فقط، فبعد توليه الحكم بدأ مباشرة في وضع قانون لقمع الانتفاضات، وقام بإخضاع اليونان. وبعد هذا الانتصار، فتحت شهية السلطة وبسط اليد على المزيد من الاراضي حتى وصل ألكسندر الى بلاد فارس وكانت حينها بلاد فارس أقوى دولة في تلك الفترة الزمنية، قام الاسكندر بهزم جيشها الذي لا يقهر.
ولكن اطماع الإسكندر لم تتوقف هناك بل واصل المسير إلى سوريا وفلسطين ومصر، حيث أعلن نفسه ابن آمون-رع وؤله شخصيته. وبعد ضم بلاد فارس إلى قوته، ألكسندر غزا آسيا الوسطى، تقريبا ثم غزا الهند، الإسكندر الأكبر مات في سن 32، واختلف الكثير عن سبب الوفاة فمنهم من يقول الموت كانت بسبب الملاريا واخرون يقولون ان السبب كان الالتهاب الرئوي.
ألكسندر ترك وراءه واحدة من أكبر الإمبراطوريات في التاريخ، وتركت عددا من المدن التي بنيت من الصفر، كما كانت غزواته سببا مباشرا في انتشار الثقافة اليونانية في جميع أنحاء الدول التي سيطر عليها، مما أدى إلى ازدهار.
ثالثا: نابليون بونابرت
على عكس الاعتقاد الشائع، أصل نابليون بونابارت من كورسيكا وليس من أصول فرنسية كما يقال، بعدها أصبحت كورسيكا جزءا من فرنسا في العام 1768، ونابليون ولد في عام 1769. لو كان ولد في العام السابق لكان مواطن من جمهورية جنوة، ولم يصبح واحد من أعظم الحكام في التاريخ.
بدأ حياته المهنية في الخدمة العسكرية في العام 1785، وهذا بفضل مواهبه الهائلة خلال الثورة الفرنسية، بحيث تدرج وارتفع من الملازم الثاني إلى العميد. تم تعيينه قائد للجيش الإيطالي في عام 1796، وأجرى على إثرها حملات ايطالية ناجحة على مصر.
وبعد ثلاث سنوات بالضبط في عام 1799 نفد نابليون بونابارت انقلابا عسكريا نقله تدريجيا لنيل لقب الإمبراطور، بعد أن كان قد خاض سلسلة ناجحة من الحروب التي ساعدت فرنسا أن تصبح القوة الوحيدة المهيمنة في أوروبا. الدولة الوحيدة التي تنافس على بريطانيا العظمى.
غير أن نابليون بونابرت أخذ في نهج السياسة العدوانية التي ستجبر الدول العديد من الدول المتعادية إلى التوحد في تحالف واحد. بعد أن هاجم الإمبراطورية الروسية، هزم وأرسل إلى المنفى في جزيرة إلبا.
رابعا: جنكيز خان
جنكيز خان، يختلف عن معظم العظماء السابقين لان مرحلة طفولته وشبابه كانت قاسية. لأنه مر بتجربة سنوات عديدة من الفقر والجوع والاضطهاد من أقاربه الذين يريدون فقط شيئا واحدا له وهو القتل والأسر والتعذيب.
جنكيز خان ليس فقط صمد أمام اختبارات كثيرة للقدر، ولكن أيضا خرج من باطن العديد من القبائل البدوية الميؤوس منها قبائل شمال وشرق آسيا، ليعلن إنشاء إمبراطورية المغول. بعد ذلك غزا الصين، وخوارزمشاه، ومملكة التانغوتية، وخلافة بغداد، والفولغا بلغاريا، وكذلك معظم الإمارات الروسية. ثم اقتدى به أبنائه، و توسعت الإمبراطورية المغولية بحيث وصل غزوها الى كل أراضي أوروبا، لكنها توقفت في بولندا، من حيث أنها تحولت مرة أخرى نحو الانحدار.