هل يمكن العيش بدون الماء
أهمية الماء ومكوناته
الماء هو السائل العجيب الذي لا يستطيع الكائن الحي العيش بدونه، مكون من ثلاث جزيئات اثنان منها هيدروجين وواحدة اكسجين، لا لون له ولا طعم، وتختلف تشكيلته الجزيئية باختلاف كثافة الماء فتشكيلته وهو سائل مخالفة لتشكيلته وهو جليد، سبعون في المئة من جسم الانسان مكون من الماء وكذلك أرضنا الأم أغلب أجزائها ومسطحاتها مائية وليست ويابسة وان دل ذلك على
شيء فيدل على أهمية هذا العنصر الفريد في تكوين الحيوات على كوكبنا وفي تكوين خلايانا وأجسادنا. يوصي الأطباء عادة بشرب أكثر من خمس أكواب في اليوم ولا يجب أن يقل
معدل الشرب في اليوم عن كوب واحد، يمكن حساب حاجة الفرد الى المقدار الازم من الشرب بحساب وزنه وضربه بثلاثين سينتج من هذه العملية كمية الماء الذي يحتاجه ذلك الجسم بالميليمتر، في حال توقف الانسان عن شرب الماء سيصاب بما يسمى الجفاف، ان فقدان الماء أصعب بكثير من فقدان الطعام، فالإنسان خاصة لا يمكنه البقاء على قيد الحياة مقدار أربعة أسابيع بدون ماء، ستتوقف وظائفه الحيوية لنقص الامدادات اللازمة.
المياه الصالحة للشرب
كما هو معروف هناك عناصر أساسية لتكوين الحياة على سطح الأرض الهواء والماء والضوء كل منها له أهميته وثقله في استمرارية البقاء. على الرغم من أن مساحة الماء كبيرة الى هذه الدرجة، الا أن جزء قليل منها قابل للاستخدام البشري كسائل عذب خال من الشوائب لا ضرر له على أجسامنا، فإذا نظرنا الى مياه البحار نظنها عذبة بما فيه الكفاية لنشرب منها لكن في حال فعلنا ذلك فإن شعورنا بالعطش سيزداد بسبب كمية الملح الكبيرة الموجودة فيها، حتى خولت هذه الكمية للبشر استخراج الملح الجاف المعروف الاستخدام في مطابخنا والذي يوضع على أطعمتنا ويحسن مذاقها. قديما كانوا يعتمدون في شربهم على المياه السطحية كالثلوج والبحيرات العذبة، والمياه الجوفية كالينابيع والآبار، وهذه الأخيرة غنية بالمعادن المفيدة لجسم
الكائن الحي. لأن الماء يستطيع تذويب كل ما يدخل فيه، فإذا وضعت قليلا من السكر أو الملح
سترى بأنه ذاب وكأنه اختفى، نفس الحال إذا وضعنا جسما صلبا كالمعدن مثلا فانه يأخذ بالتحلل بشكل لا نراه، لكنه في الحقيقة يبدأ بالذوبان السطحي داخله.
العلم ومعالجة المياه
لقد تطور العلم كثيرا، فلم نعد نحتاج للطبيعة لإهدائنا حفنة من المياه المصونة الخالية من الأملاح والشوائب، فلقد استطاع الانسان اختراع الكثير من الحيل والطرق والأفكار العلمية لمعالجة هذا الكم الهائل من الماء الخام، فاخترعوا ما يسمى بالتناضح العكسي، الذي يقوم على فصل أصغر الشوائب العالقة في الماء عن طريق غشاء حاجز من طرف، ويخرج الماء النقي من الطرف الأخر.
قاموا باختراع الأشعة فوق البنفسجية، حيث استعانوا بمصباح خاص لتكوين تلك الأشعة وسلطوها على الماء لتقوم بدورها باختراق هذا السائل وقتل كل ما بداخله من كائنات حية دقيقة، الجدير بالذكر أن هذا تطبيق لا يسمح للطفيليات بالتكاثر فهو يضرب حمضها النووي ويقضي عليها تماما دون أن يؤثر بتركيبة الماء الأساسية ولا حتى بتغيير طعمه.
وقاموا بما يسمى التأين حيث يجعلون الماء يتدفق على سطح عازل يذيب
الصوديوم ويجعل باقي المعادن تترسب عليه.
استخدموا الكربون أيضا بشكل واسع وكبير، وأدت هذه الاستخدامات الى نتائج
مرضية ووفرت المزيد من المياه الصالحة الشرب.
الماء وإنقاص الوزن
يوصي الأطباء بشرب الماء النقي بشكل منتظم، حتى في حال عدم الشعور بالعطش، فذلك يؤدي الى توازن عمل خلايا الجسم بشكل رائع، فالماء يحتوي على الاكسجين الضروري للعمليات الاستقلابية في الجسم، وبالتالي على انتظام عمل الهرمونات التي يشكل اضطرابها سببا من أسباب السمنة.
في أغلب الحميات التي يتبعها البشر يحرصون على تناول الخضار المليئة بالألياف، لأن هذه الخضار بذاتها مليئة بنسبة من الماء أيضا التي تساعد على تليين الجسم وامداده بالمعادن الضرورية.
المحافظة على الماء
بعض من العادات الروتينية التي نقوم بها يوميا، إذا انتبهنا لها وتوقفنا عن فعلها سنجد أننا وفرنا من الماء المستخدم بقدر لا يمكن أن تتخيله. بغض النظر عن انقاذ الكوكب من الجفاف، سوف تنقذ أموالك من فواتير الماء التي تنتظرك كل شهر وتنال من راتبك.
مثلا، أغلق الماء وانت تنظف أسنانك، أصلح صنابير الماء في بيتك، لا تملأ
ابريق الشاي أو القهوة كاملا ثم ترمي الباقي منه، أملأ بمقدار ما تشرب فقط.
يجب ألا ننسى أن الماء مورد ثمين وضرورة ملحة ونعمة غالية، لابد لنا من
الحفاظ عليه بشتى الطرق الممكنة والأساليب الحديثة.